الإسلام في 7 دقائق
مقدمة
في البداية أسأل الله الذي خلقنا وخلق كل شيء أن يدلك على طريق الجنة التي تبحث عنها، لا سيما إذا عرفت أنه يوجد في هذا العالم أكثر من عشرة ألاف ديانة، كل منها يدعي أنه هو الدين الصحيح، والحقيقة أنه لا يمكن أن يكون الدين الصحيح إلا دين واحد من هذه الأديان وهو الذي يوصل إلى الجنة، عليه يجب على كل عاقل أن يبحث عن هذا الدين الصحيح ليفوز بالجنة وينجو من النار مهما كلفه ذلك من الوقت والجهد
مدخل
تم رصد أبرز الأسباب التي دعت كثيراً من القساوسة والعلماء والمفكرين من جميع أنحاء العالم إلى الدخول في الإسلام فتبين أن أبرزها أربعة أسباب رئيسة هي
وحدانية الله سبحانه وتعالى، قال الله تعالى
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) ﴾ سورة الإخلاص
إذا أذنب الإنسان فلا يحتاج إلى واسطة بينه وبين الله بل يتوجه لله سبحانه وتعالى لمغفرة ذنبه
أن الإنسان يولد بلا خطيئة فلا تزر وازرة وزر أخرى
المساواة بين الناس فلا فضل لأحد على أحد إلا بتقوى الله
معنى الإسلام
ليتضح لدينا المعنى فسأذكر باختصار وتصرف عدد من التعريفات للإسلام لبعض علماء المسلمين ومفكريهم
سمي إسلاماً لأن المسلم يُسلم أمره لله ويوحده ويعبده وحده دون سواه
الإسلام بمفهومه العام يعني الانقياد لأحكام الله باتباع أوامره واجتناب نواهيه وكل الأنبياء دعوا إلى ذلك
جوهر رسالة الإسلام تشتمل على رسالة كل نبي وكل كتاب أنزل فالأنبياء جميعهم من آدم عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم جاءوا بالإسلام لذلك نرى أن أسس رسالات الرسل ومبادئ دعوتهم واحدة لأنهم رسل
من مُرسل واحد هو رب العالمين
نلاحظ أن هذه التعريفات جميعها متقاربة ومأخوذة مما ذكره الله جل وجلاله في القرآن الكريم
قال الله تعالى
قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
سورة البقرة: 136
وقال الله تعالى
شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ
سورة الشورى: 13
قضايا رئيسية هي مدار التساؤلات لجميع الأديان لكن الدين الإسلامي ينفرد في وضوحه التام في تفسير هذه القضايا الهامة وهي قصة البشرية، وأصل الخطيئة والمغفرة، وإرسال الرسل، والعلاقة بين الأديان، يوضح كل هذا الآيات الكريمات من القرآن الكريم
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (36) فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(39)
سورة البقرة: 30 : 39
ومن هذا يتضح أن الإسلام ليس ديناً جديداً بل هو دين الفطرة ودين الأنبياء جميعاً
الإسلام له ستة أركان اعتقادية هي
الإيمان بالله: أنه الخالق المالك المدبر وأنه وحده المستحق للعبادة، له الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا. قال الله تعالى ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) ﴾ سورة الإخلاص
الإيمان بالملائكة: أنهم عباد مكرمون خلقهم الله تعالى فقاموا بعبادته و وانقادوا لطاعته، وكلفهم بأعمال متنوعة، فمنهم جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت الموكل بقبض الأرواح
الإيمان بالكتب: وهو الإيمان بكتب الله المنزلة على الأنبياء والمرسلين مثل
التوراة على موسى عليه السلام ,والإنجيل على عيسى عليه السلام , والزبور على داود عليه السلام، وصحف إبراهيم عليه السلام، وآخرها القرآن العظيم الذي جمع الكتب السابقة ونسخها وتكفل الله بحفظه و سيبقى حجة على الخلق أجمعين إلى يوم القيامة
الإيمان بالرسل: بعث الله إلى خلقه رسلاً، أولهم نوح عليه السلام مروراً بعدد كبير من الأنبياء ومنهم إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام أجمعين وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم ختم الله به الرسالات وأرسله إلى جميع الناس فلا نبي بعده
الإيمان باليوم الآخر: وهو يوم القيامة الذي يجمع الله فيه الخلق حين يبعث الناس من قبورهم للبقاء إما في نعيم الجنة أو شقاء النار
الإيمان بالقدر خيره وشره: وهو الإيمان بأن الله قدر الكائنات وأوجد المخلوقات وأن الله عَلِم أعمال عباده ومقادير خلقه قبل أن يخلقهم وكتب ذلك في اللوح المحفوظ فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه
كما أن الإسلام مبني على خمسة أركان عملية وهي
:الركن الأول
شهادة أن لا إله الله وأن محمد رسول الله وهذه الشهادة هي مفتاح الإسلام وأساسه الذي يبنى عليه
:الركن الثاني
الصلاة وهي أعظم أركان الإسلام، خمس صلوات تؤدى في اليوم والليلة وتكون صلة بين العبد وربه يناجيه فيها ويدعوه بها فيحصل للعبد بها الراحة النفسية والبدنية ما يسعده في الدنيا والآخرة
:الركن الثالث
الزكاة وهي صدقة يسيرة تجب على الأغنياء تصرف للفقراء تطهر ما لهم وتواسي محتاجهم وتدفع الآفات عن ممتلكاتهم
:الركن الرابع
صيام شهر رمضان المبارك وهو الشهر التاسع من الشهور
القمرية يجتمع المسلمون فيه كلهم على ترك شهواتهم من طعام وشراب ونكاح من طلوع الفجر إلى غروب الشمس
الركن الخامس
الحج وهو قصد بيت الله الحرام لأداء عبادة مخصوصة في
زمن مخصوص فرضه الله على المستطيع مرةً واحدةً في العمر يجتمع فيه المسلمون من كل مكان في خير بقاع الأرض يلبسون زياً واحداً لا فرق بين الرئيس والمرؤوس
والغني والفقير والأبيض والأسود